للحوار أهميه كبيرة، فهو من وسائل الاتصال الفعالة؛ حيث يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها؛ ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها، والحوار مطلب إنساني، تتمثل أهميته من خلال استخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج في الجماعة، والتواصل مع الآخرين .
فالحوار يحقق التوازن بين حاجة الإنسان للاستقلالية، وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين. كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك.
وتعد الندوات واللقاءات والمؤتمرات إحدى وسائل ممارسة الحوار الفعـال، الذي يعالج القضايا والمشكلات التي تواجه الإنسان المعاصر.
وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعدك على تطوير مهارة الحوار لديك:
1- الإنصات:
وهو أهم نقطة في المحادثة، وقد تعتقد أن الحوار يقتصر على الكلام المتبادل بين طرفين أو أكثر، ولكن من الصعب فهم كلام الآخرين ما إن كان الطرف الآخر يستمع وينصت لك، وبالتالي يفكر فيما سوف يقوله في الجملة التالية، لذلك يجب الانتباه إلى كل ما يقال عند الحديث لشخص معك.
2- حاول أن تعرف ما يهم المتحدث أمامك:
قبل أن تبدأ الحوار أو النقاش مع شخص ما حاول أن تفهم مفتاح الشخص الذي أمامك، فلو كان من الشخصيات التي تحب المدح والإطراء، ستجد بعض عدة جمل إطرائية في أول الحوار تفتح الباب أمامك لطرح عدة مواضيع كان من الصعب طرحها سابقاً، وبالمدح والمجاملة تكون البداية أفضل لكسر كل الحواجز.
3- اسأل بعض الأسئلة:
اسأل من يستمع إليك عن ما يحب أن يعمل؟ عن الأشياء التي عملها في حياته؟ ماذا يعملون في الوقت الحاضر؟ ماذا عمل اليوم أو في عطلة نهاية الأسبوع؟ استفسر عن بعض الأشياء التي قد تحب أن تعرفها و تفيد كما سوياً.
4- إنسَ نفسك:
قال دايل كارنجي "انه لمن السهل أن تستمتع لما يقوله الآخرين على أن تقنعهم أن يكونوا مستمتعين لما تقول". فلو كنت مشغولاً جداً بالتفكير في نفسك، أو عن رأي الآخر بك لن تستطيع الاسترخاء أو حتى تقديم نفسك بالشكل المناسب، فكل ما عليك فعله هو: التركيز على الطرف الآخر أكثر من التركيز على نفسك.
5- تمرن على مهارات الاستماع النشطة:
جزء من الاستماع هو أن تجعل الشخص الآخر يعرف أنك تستمع إليه.
- قم بالاتصال بالعين، أو بالإيماء برأسك بالإيجاب. - أذكر خلال استماعك بعض الكلمات مثل "نعم"، "فهمت"، "هذا شيق" أو أشياء مشابهة تجعلهم يفهمون إنك متابع لما يقولونه ولست مشغول بأشياء أخرى مثل "ماذا سوف أقول بعد ذلك؟ ".
6- اطرح أسئلة واضحة:
لو كان الموضوع شيقاً وممتعا بالنسبة إليك، حاول أن تطرح سؤالاً "مجرداً" تسألهم به عن رأيهم وشعورهم الحقيقي تجاه الموضوع محل النقاش. ولو كان النقاش عن موضوع مشوش أو غير مفهوم انتهز الفرصة وأستفد منهم وتعلم من تجاربهم. فالكثير من الناس يستمتع و يتذكر هواياتهم المحببة إلى أنفسهم إلى الآخرين، والكثير أيضا لديه الرغبة في نقل تلك الهواية أو الموضوع أو حتى التجربة.
7- انتظر دورك ولا تقاطع:
سيبدو لك أن المهارة التالية في غاية السهولة لكنها تتطلب الكثير من التدريب حتى تتمكن من إجادتها وإتقانها، فالمناقشات تتطلب "انتظار اًللأدوار" فإذا كان شخص ما يتحدث، على الجميع الاستماع له وعدم مقاطعته حتى ينتهي من حديثه، فينتقل الدور إلى الشخص الآخر ليعلق أو ليتحدث عن موضوع آخر أو يوضح وجهة نظره. هذه الطريقة تعلم الكثير من الاحترام، وبها يتسنى للمتحدث أن يصحح مفهومك أو يضيف شيئا إلى معلوماتك.
8- فكّر في ردة فعلك، قبل المعارضة:
فلو كان اعتراضك على رأي ما غير مهم أو ليس ذا علاقة جوهريه بموضوع النقاش، فالأفضل أن تحتفظ برأيك وأن لا تطرحه أمام الآخرين، لأن طرح الآراء المعارضة غير المهمة تجعل من صاحبها شخصاً مجادلاً فقط، أما لو كان رأيك مهم اطرحه بلباقة كفرق في وجه النظر. فالمعارضة الكثيرة والدائمة قد تنحيك جانباً.
9- يجب أن تعرف كيف تنهي الحوار:
حتى أفضل المحاورين أو المتناقشين يواجهون قطع الحديث أو أحد المعارضين، فبادر أنت بإنهاء الحوار إذا تطلب الأمر بشكل محترف، صافح الشخص الآخر وتأكد من إخباره بأنك استمتعت بالحديث معه، انهي اللقاء بكلمات لطيفة تعطي الشخص الأخر الطابع الإيجابي لك ،لأن ذلك يشجعه على العودة مرة أخرى بأشياء جديدة.
10- اخلق "الانطباع الأول" الجيد عنك:
أبدأ بالابتسامة، أسأل أسئلة تتطلب أكثر من مجرد الإجابة عنها بنعم أو لا، وبالفعل أستمع، لا تنسى المحافظة على تواصل العينين وابقي نفسك ودودا مهذباً قدر الإمكان.
محظورات الحوار:
- كن حذراً عندما تسأل أسئلة خاصة أو شخصية، فأنت لا تريد المخاطرة بمواضيع حساسة. - لو أبدى الشخص الأخر استعداده للحديث عن أموره الشخصية، فتعلم كيفية إنهاءها لأنك قد تعلم أشياء أنت في غنى عنها، فأنت تتجنب أن يفكر الشخص لاحقاً بأنه أفصح عن بعض معلوماته الشخصية.
- تحرى الصدق، فالمجاملات أمر رائع جداً، لكن الكثير من المديح سوف يوضح انك عكس ذلك.
- ابتعد في نقاشاتك عن المواضيع الحساسة التي قد تثير الفوضى مثل المواضيع السياسية والدينية.
- لا تدخل في جدال وتحول الحوار إلى حلبة معركة، ففي حالة عدم توافق رأيك مع الشخص الأخر بين ذلك بهدوء، فهذا ادعى إلى احترامك من قبل الجميع أو حاول بأسلوب لبق وذكي أن تغير موضوع الحديث إلى آخر.
- لا تكثر من قول "نعم و فهمت" فلعل المتحدث يفهم من ذلك أنك مضجر ومللت الحديث.
- تذكر دائماً أن اختلاف وجهات النظر لا تفسد للود قضية.
Comments